الخميس، 4 أكتوبر 2012

التلاعب بأحلام الفئران .. وبداية التحكم بأحلام البشر



أصبحت عملية التحكم بأحلامنا قريبا جدا .. فقد تمكن علماء معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا التلاعب بأحلام الفئران المعملية, وما يمكن أن يروه أثناء نومهم عن طريق إشارات صوتية .

واكتشف العلماء أنه أثناء فترة النوم يقوم جزء من الدماغ يسمى (hippocampus) أو (الحصين) بإعادة عرض أحداث اليوم كاملة, وهذه العملية ربما تكون هي السبب في توطيد وحفظ ذكريات الشخص . وهذا ما لوحظ في الفئران التي كانت تحلم بالجري في متاهة بعد قيامها بذلك طوال اليوم في المعمل .

وفي تجربة جديدة للمعهد, قام الباحثان Matthew Wilson و Daniel Bendor بتدريب مجموعة من الفئران على الجري في متاهة وتوجيهها من خلال إشارات صوتية مميزة, حيث خصصوا إشارة لتوجيه الفأر إلى جهة اليمين من المتاهة, وأخري لتوجيهه إلى جهة اليسار منها .

وقاموا بتسجيل إشارات أدمغة الفئران وأنماط تفعيل مجموعات معينة من الخلايا العصبية لمنطقة (الحصين)، إعتمادا على ما إذا كانوا جروا إلى الجانب الأيمن أو الأيسر من المتاهة, وهذه الخلايا هي المسؤولة عن إخبار الفأر عن مكانه, ولها أنماط وإشارات مختلفة لكل موقع .

وعندما ذهبت هذه الحيوانات إلى النوم, بدأ العلماء في تحليل النشاط العصبي في منطقة (الحصين) خلال مرحلة (Non-REM) أو (حركة العين السريعة) وهي المرحلة التي تحدث فيها أكثلا الأحلام نشاطا وقابلية للتذكر, ثم قاموا بتشغيل مجموعة من الأصوات العشوائية كل 10 ثواني, بما فيها الصوتين المخصصين لتوجيه الفأر إلى جانبي المتاهة, وكانت النتيجة مزهلة, فعندما قاموا بتشغيل الصوت المخصص لجانب المتاهة الأيمن وبمتابعة اشارات الدماغ, لاحظوا أن أحداث الحلم بدأت تتحول إلى ذكريات الجري إلى الجانب الأيمن من المتاهة, وكذلك عندما قاموا بتشغيل الصوت المخصص للجانب الأيسر , فقد بدأت أحداث الحلم تتجه إلى ذكريات الجري إلى الجانب الأيسر .

وعلى الرغم من أن مدة تشغيل الصوتين لم تتجاوز الثانية الواحدة إلا أن تأثيرهما استمر على محتوى الحلم لأكثر من 10 ثواني, وهذا يدل على أن الأصوات لم تكن تقود محتوى الحلم, لكنها فقط تحدد الذكريات التي سيتم إستعادتها وإعادة عرضها .

وأكد الباحثان أن عملية إستعادة الذكريات هذه لا تحدث عندما تكون الفئران مستيقظة .

وتم نشر هذه التجربة والدراسة الخاصة بها مفصلة على الانترنت يوم الأحد الماضي 2 سبتمبر على مجلة (Nature Neuroscience) .

وعلى الرغم من بساطتها إلا أن هذا النوع من التجارب يعد شكل من أشكال التحكم وهندسة الأحلام والذي يفتح الباب أمام إمكانية التحكم والسيطرة على نطاق أوسع على الأحلام وعملية حفظ الذكريات أثناء اليوم, لتعزيز ذكريات معينة ومنع الذكريات الغير مرغوب فيها, كما قال Wilson و Bendor .

▬ المصدر : http://bit.ly/Q8PkHo


ترجمة وإعداد : صفحة كوكب العلوم والتكنولوجيا