الاثنين، 8 أكتوبر 2012

لماذا لا يغطي الشعر أجسامنا ؟



نتميز نحن البشر من بين 5,000 نوع من الثدييات بأن أجسامنا لا يغطيها الشعر .. واقترح العلماء ثلاثة تفسيرات رئيسية لأسباب افتقارنا للفراء, جميعها تدور حول فكرة أنه كان من المفيد لنا أن نفقد الفراء تدريجيا خلال عملية تطور استغرقت 6 مليون سنة, منذ شاركنا نفس السلف مع أقرب حيوان لنا, وهو الشمبانزي .


فرضية القردة المائية :

تشير فرضية القردة المائية إلى أنه منذ حوالي 8 مليون سنة, إمتلك أسلافنا أسلوب حياة شبه مائي, يعتمد على الحصول على الطعام من المياه الضحلة .. ولم يكون الفراء فعالا في عزل الماء, وبالتالي فإن النظرية تؤكد على أننا تطورنا لإنقاص كمية الفراء لدينا, والاستعاضه عنه, كما فعلت جميع الثدييات المائية, بإمتلاك مستويات عالية من دهون الجسم, وهذا ما يفسر وزننا الزائد نسبيا عن باقي أقاربنا .. ولكن يظل الدليل الأحفوري على المرحلة المائية للبشر بعيد المنال .

درجة حرارة الجسم :

والنظرية الثانية هي أننا خسرنا الفراء من أجل السيطرة على درجة حرارة أجسامنا, عندما كنا نتكيف مع حياتنا الجديدة في السافانا الحارة .. لقد قضى أسلافنا القردة معظم أوقاتهم في الغابات الباردة, ولكن عندما ذهبنا إلى الأماكن المكشوفة كانت الحركة أثناء النهار صعبة جدا .. وتبدوا فكرة السيطرة على درجة الحرارة وتبريد الجسم معقولة, ولكن على الرغم من أن عدم وجود الفراء يجعل من السهل فقدان الحرارة أثناء النهار, فإن ذلك يجعلنا أيضا نفقد الحرارة أثناء الليل, عندما نكون بحاجة إلى الاحتفاظ بها .

الطفيليات الخارجية :

مؤخرا, اقترح العلماء أن يكون أجدادنا قد فقدوا الفراء كوسيلة للحد من انتشار الطفيليات الخارجية, حيث يوفر الغطاء الفروي ملاذا آمانا للحشرات, مثل القراد والقمل والبعوض, وغيرها من الطفيليات الخارجية .. ولا تجلب هذه الكائنات التهيج والانزعاج فحسب, ولكنها أيضا تحمل الأمراض الفيروسية والبكتيرية, والتي تسبب مشاكل صحية مزمنة وفي بعض الأحيان الموت .

الإنسان, وبحكم كونه قادرا على إشعال النيران وبناء الملاجئ وإنتاج الملابس, قد استطاع أن يخسر الفراء وبالتالي يحد من أعداد الطفيليات التي كان يحملها, دون أن يعاني من البرد أثناء الليل .

الفئران العارية, والتي تشبه "النقانق المقلية", يبدو أنها تدعم نظرية الطفيليات الخارجية, فهي تعيش تحت الأرض في مستعمرات ضخمة, -حيث يمكن للإصابات الطفيليات أن تنقل بسهولة-, وعملية التدفئة الكلية الناتجة عن أجسادها في مكان ضيق تنفي وجود مشكلة فقدان الحرارة في الهواء البارد لهذه الحيوانات, وتسمح لها بالإستغناء عن الفراء لتصبح عارية .


وبمجرد أن طورنا الصلع, أصبح رهنا بالاختيار الجنسي, حيث أصبح ميزة في جنس واحد, وأصبح الجلد الناعم علامة على الجمال والصحة, مثل الذيل في الطاووس .

وعلى الرغم من تعرضنا للإصابة بالقمل في شعر الرأس, فإننا فضلنا الاحتفاظ به لحماية الدماغ من حرارة الشمس, ولتوفير الدفء عندما يكون الجو باردا .. وقد يكون سبب الاحتفاظ بشعر العانة هو دوره في تعزيز الفيرومونات والرائح من أجل جذب الجنس الآخر .

▬ المصدر : http://bit.ly/VQNIId


ترجمة وإعداد : كوكب العلوم والتكنولوجيا - Ahmed Gamal