السبت، 15 سبتمبر 2012

العثور على جمجمة تعود لإنسان حديث عاش قبل 63,000 سنة

(الصورة : أجزاء الجمجمة المكتشفة, بواسطة F. Demeter) - اضغط للتكبير


وفقا لفريق دولي من علماء أنثروبولوجيا الحفريات, فإن الجمجمة التي تم العثور عليها في أحد كهوف جبال "أنامايت", بـ"لاوس", جنوب شرق آسيا في شبه الجزيرة الهندية الصينية, هي أقدم أحفورة لإنسان حديث يتم إكتشافها في تلك المنطقة .

*ويشير مصطلح "إنسان حديث" (بالإنجليزية : Modern human) إلى أفراد سلالة الإنسان العاقل (بالإنجليزية : Homo sapiens), والذي تميز بمظهر متناسق . - (Wikipedia)

ويدفع إكتشاف الجمجمة زمن هجرة الإنسان  إلى الوراء, حيث يكشف أنه تحرك من أفريقيا وسواحل الشرق الأوسط في زمن مبكر عن الزمن الذي تم تقديره سابقا بأكثر من 20,000 سنة .

وكانت مجموعة العلماء التي عثرت على الجمجمة عام 2009, هي أول مجموعة تقوم بالبحث عن حفريات في تلك المنطقة منذ التسعينيات, حين تم العصور وقتها على جماجم وهياكل عظمية بشرية يعود تاريخها إلى 16,000 سنة .

وقالت الدكتورة "لورا شاكلفورد", عالمة الأنثروبولوجيا في جامعة "إلينوي" بشيكاغو, أنه هناك العديد من الحفريات تعود للإنسان الحديث تم إكتشفها في الصين, والتي من الممكن أن يكون لها نفس عمر الأحفورة المكتشفة حديثا, ولكنها إما ليست مؤرخة بشكل دقيق أو أنها لا تُظهر أي ملامح للإنسان الحديث, بعكس هذه الأحفورة .

وقالت أنه لم يتم العثور على أي أثريات أو أعمال فنية في المكان الذي أكتشفت به الجمجمة, مما يشير إلى أن الكهف لم يكن مسكنا أو مدفنا, وأنه من المرجح أن الشخص قد توفي خارج الكهف, ومن ثم نقلت عظامه بطريقة ما إلى داخله في وقت لاحق .

وأوضحت "شاكلفورد" أن هذا الإكتشاف يظهر أن الإنسان الحديث لم يهاجر جنوبا إلى جزر جنوب شرق آسيا وأستراليا بمحازاة الساحل فحسب, كما اقترح بعض الباحثون, ولكنه سافر شمالا أيضا .

وأضافت أن هذا الاكتشاف يدعم نظرية "الخروج من أفريقيا" كنظرية لأصل الإنسان بدلا من نموذج "تعدد الأقاليم" .

*وتقول نظرية "الخروج من أفريقيا" (بالإنجليزية : Out-of-Africa) أن الإنسان الحديث ظهر لأول مرة في أفريقيا, ثم بدأ في الهجرة بعد ذلك إلى بقية أنحاء العالم عبر الشرق الأوسط قبل 200,000 سنة . - (Wikipedia - (خريطة مسارات الهجرة من أفريقيا : http://bit.ly/PeXQGX)

ونظرا لعمرها, فإن الأحافير في تلك المنطقة يمكن أن تكون لأسلاف المهاجرين الأوائل إلى أستراليا, وأن منطقة جنوب شرق آسيا كانت مفترق طرق ومعبرا لمسارات متعددة للهجرة .

ويعزز هذا الإكتشاف الدراسات الجينية التي تشير إلى أن الإنسان الحديث سكن ذلك الجزء من العالم منذ ما لا يقل عن 60,000 سنة .

وكان العلماء قد استخدموا تقنية اليورانيوم\الثوريوم الراديومترية لتحديد  عمر الجمجمة بدقة .

وبإستخدام تقنيات "تحليل التلألؤ" (بالإنجليزية : Luminescence analyses), والتي تحدد آخر وقت تعرض الجزيئات إلى أشعة الشمس والحرارة, وجد أن تربة الكهف المحيطة بالأحفورة يتراوح عمرها ما بين 46,000 و 51,000 سنة, وبذلك تكون أصغر قليلا من عمر الأحفورة, وهذا متوقع, لأننا لا نعرف بالضبط متى تم نقل الأحفورة إلى الكهف ..

ويشير إكتشاف هذه الأحفورة إلى أن الهجرة من أفريقيا إلى شرق وجنوب آسيا حدثت بمعدل سريع نسبيا, وأن الانسان الحديث تحرك إلى بيئات عديدة لم يجرب العيش بها من قبل ..

وفي النهاية تؤكد "شاكلفورد" : "لدينا الآن أدلة أحفورية تثبت أنهم كانوا هناك, قبل فترة طويلة جدا, أطول بكثير مما كنا نتصور" .

▬ المصدر : http://bit.ly/PzTE5n


ترجمة وإعداد : صفحة كوكب العلوم والتكنولوجيا