الأحد، 30 سبتمبر 2012

أم البشر "لوسي" .. عاشت قبل 3.2 مليون سنة

نموذج لأنثى من فصيلة Australopithecus afarensis

تم اكتشاف أحفورة "لوسي" عام 1974 من قبل البروفيسور "دونالد جوهانسون" أستاذ الأنثروبولوجيا وتلميذه "توم غراي" في متاهة من الوديان في منطقة "حضر" في شمال إثيوبيا .

وكان جوهانسون وغراي يبحثان في التضاريس المحروقة عن عظام حيوانات, عندما وجدوا جزء صغير من عظم ذراع .

وعلى الفور قال جوهانسون أن العظمة تعود لأسلاف الإنسان .. وباستمرار البحث, وجدوا المزيد من العظام - أضلاع وفقرات وعظام فخذ وجزء من عظمة الفك .

وفي نهاية المطاف تمكنوا من جمع 57 عظمة من عظام هيكل عظمي, أي ما يقارب 40% من عظام إنسان بدائي, أو مخلوق مشابه للإنسان عاش منذ نحو 3.2 مليون سنة .

وإستنادا على الحجم الصغير للهيكل وشكل الحوض, اتضح أنه يعود لأنثى, أطلقوا عليها اسم "لوسي", بسبب أغنية "لوسي في السماء مع الماس" لفريق "بيتلز" التي كانوا يستمعون لها في الراديو عندما كان جوهانس وفريقه يحتفلون في المخيم باكتشافهم الجديد .

مثل الشمبانزي, كان للوسي دماغ صغيرة, وذارع طويل, وساق قصيرة, وصدر مخروطي الشكل, وبطن كبيرة, ولكن تركيب الركبة والحوض يوضحان أنها كانت تتحرك على قدمين مثلنا .. وتعتبر طريقة المشي هذه, هي أهم الفروق بين البشر والقرود, ولذلك وضعت لوسي في عائلة البشر .

وسميت فصيلة لوسي علميا باسم "Australopithecus afarensis", والذي يعني "القرد الجنوبي من تلعفر", وهو اسم المنطقة الأثيوبية التي تقع بها وديان "حضر" .

وفي عام 1975, وجد "مايكل بوش", أحد تلاميذ جوهانسون, بقايا أكثر من 13 فرد من نفس فصيلة لوسي مدفونة معا .. حيث أسفر هذا الاكتشاف عن معلومات مهمة جدا عن الحياة الاجتماعية لتلك الفصيلة .

وأوضح جوهانسون "إنها عينة من عدة ذكور وإناث, ويبدو أن أفراد هذه الفصيلة عاشوا في مجموعات تشبه إلى حد كبير المجموعات التي نراها في الشمبانزي اليوم" .

وفي حين أن لوسي سارت بلا شك بشكل قائم, إلا أن بعض العلماء, مثل "راندال سوسمان" من جامعة "ستوني بروك" في نيويورك, يشككون في أن ساقها كانت مستقيمة مثل ساق الإنسان الآن, فهم يقولون أن لوسي كانت تحتفظ بركبها مثنية, مثلما تفعل الشمبانزي عندما تسير في وضع مستقيم .

وقام البروفيسور "روبن كرومبتون" من جامعة ليفربول باستخدام الحاسوب لبناء باقي الهيكل العظمي للوسي وتحديد الطريقة التي مشت بها .

ووجد كرومبتون أن بإستطاعة لوسي المشي مثل الإنسان, لكن هناك تشابه أكبر بين طريقة مشي لوسي وطريقة مشي إنسان الغاب أو الأورانغوتان الآن .. ويمكن لهذه النتيجة البسيط أن تكشف كيف بدأ أسلافنا المشي منتصبين .

ويعيش إنسان الغاب في غابات أندونيسيا حيث موطنه الأصلي, ويقضي معظم وقته منتصبا, ولكنه يقوم بتعليق نفسه بفروع الأشجار بواسطة ذراعه الطويلة .

وفي بعض الأحيان يقوم إنسان الغاب بالمشي فوق فروع الأشجال, رافعا يديه لتحقيق التوازن .. وقد لوحظ هذا السلوك في الشمبانزي التي تعيش في الغابات الكثيفة, مما يشير إلى أنها من الممكن أن تكون سمة مشتركة بين جميع أسلاف القردة العليا .

ويعتقد كرومبتون أن أسلوب المشي فوق فروع الأشجار الموجود لدى إنسان الغاب كان بداية أسلوب الحركة على قدمين عندما اضطر أجدادنا إلى النزول من الأشجار وبدأوا العيش على الأرض .

▬ المصدر (بي بي سي) : http://bbc.in/3YVHc0


ترجمة وإعداد : صفحة كوكب العلوم والتكنولوجيا